كتاب علم التدريب الرياضي

 

staps.pro| الأنشطة البدنية والرياضية وأهميتها في الاسلام

مقدمة

الدين الإسلامي يهدف إلى تهذيب النفس والسمو بالروح وكذلك إلى تقوية الجسم ورعايته والعناية به ، ومن هنا يلتقي مع الرياضة في تربية الإنسان تربية متكاملة ، وأنت ظن البعض بأن الإسلام يبعد عن المفاهيم الرياضية علما بأنه دين  يهمل شؤون الجسم بعد أن خلقه الله سبحانه وتعالى وأبدع في خلقة في قوله تعالى: (لَقَدْ خَلَقْنَا الإنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ) .

ومن ثم الاتجاه بين الإسلام والرياضة الحياة يحرص أن يعيش الفرد المسلم أمنا في نفسه معافى في بدنه سالما في عقله يعطي الأخرون مايراه له حقا عليهم ومن أجل تحقيق هذا التوازن نجد أن الدين الإسلامي هو أكثر الأديان السماوية إهتماما بالرياضة.

الرياضة من خلال العبادات 

أ / الصلاة 

قالى تعالى: (إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا) ، وإذا حللنا حركات الصلاة نجد أنها دينية لكل مسلم تؤديها خمس مرات يوميا السويدى في الرياضة ، فالنظام السويدى لايزيد عمره عن مائة عام في حين أن الصلاة في الإسلام قد مضى عليها ألف وأربعمائة عام ، وإذا قارنا بين حركات الصلاة وبين ماجاء به لينج العالم السويدى ، نرى أن حركات الجسم في أثناء الصلاة أحكم وأصلح لكل سن وجنس.

فالصلاة تبدأ بالتكبير برفع اليدين وتحريك مفصل الكتفين إلى أعلى (حركات التكبير تتكرر 39 مرة خلال الصلوات الخمس في اليوم) ، وهي من التمرينات التي تنصح بها النظم السويدية ، لأن طريقتهم بينت على أساس تشريحي وفسيولوجي فنجد أن تحريك الذراعين عاليا يعمل على إمتداد العضلات الصدرية .

حيث أن هذه العضلات متصلة بالأضلاع والتي ترفع الصدر أيضًا ويتحسن الشهيق ويعمل على رفع اليدين أيضًا على مرونة مفصل الكتف وعدم الوصول إليه وبعد التكبير وقراءة الفاتحة وما بعد يثني المصلى جذعه للأمام واضعا يديه على ركبتيه.









نجد أنه يتم هذا الوضع  تنقبض مثنيات الفخذ وعضلات البطن بقوة ونجد أن عضلات الظهر والبطن تمتد وتنبسط ونجد المصلى يضغط بيديه على ركبتيه فيدعها للخلف في ذلك التمرين تمرين للعضلات الخلفية للفخذين والركبيتين وكل هذا مفيد ومهم للجسم (الركوع 17 مرة وعمل على إستطالة العضلات) أما السجود (34 مرة في اليوم).

فحركة جامعة شاملة الفائدة لأجهزة الجسم فثني الركبتين كاملا في هذا الوضع يزيد مرونتها اتفاق يمنع الوصول مفصلي الركبتين وليس هذا إلا أن ثني الجذع والجبهة على الأرض في حركة السجود يعد أنجح الحركات في عمل نوع من التدليك الذاتي للمعدة والجهاز الهضمي .

مما يساعد على الهضم ويمنع الإمساك وهذا الوضع   يفيد أيضا السيدات لأنه يبقى الرحم في مكانه الطبيعي ويمنع حدوث إلتواءات أو إعوجاج فيها ، لذلك نجد أن الصلاة تفعل إلى أنها عبادة روحية فإن الجسم يكتسب نشاطا كبيرا.

وقد أجب الغربيون في الرياضة البدنية بما يليه الصلاة من حركات متنوعة ومتكررة في ركعات الصلاة لأنها لاتترك جزء من جسم الإنسان دون تمرين في باب الحركة والنشاط الرياضي ، فكما أن للمسلمين في الصلاة عبادة روحية فإنهم يستفيدون منها أعظم رياضة بدنية ، وحكم الإسلام أنه أوجب إعطاء عضلات البدن ومفاصله حقها من الرياضة والحركة في الصلاة.

وهذا يقول النبي صلى الله عليه وسلم (أسوأ الناس الذي يسرق من صلاته) ، وهذا يوضح لنا بوضوح أن السرقة في عدم إتمام الوقوف والركوع والسجود وأداؤها والتي تام وبديهي أن يكون ذلك مع خشوع القلب وقد ذم الله ،من لايراعي هذا في قوله تعالي: (وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَىٰ) .








هذا القانون الشرعي وهوعدم السرقة في الصلاة وأداؤها بدون كسل يحتم علينا أن نؤدي الصلاة بكل نشاطactivity وحيوية ، وهو بعينه قانون رياضي وأساس التدريب في أي حركة  وهو الوصول للمدى الواسع بالحركة لكي يمكن أن يستفيد الجسم على أكمل وجه.

ولاجدل أن خير الرياضات هي الرياضة المستمرة غير المجهدة التي تتحرك بها معظم عضلات الجسم ومفاصله والمسيرة في أي مكان ، والموزعة في أوقات النهار قبل طلوع الشمس وبعد الزوال ، وقبل الغروب وبعده وقبل النوم ، مع الإعتناء بنظافة البدن ، وأي الصلاة.

ب / الحج 

يمكننا القول أن رياضة الإحرام أعظم أثر في النفس من مسابقات الجرى في المسافات الطويلة ، فالمشقة في الإحرام أثقل حملا وأطول مدة .

 وهي تؤدى في جو دينى يجعل تأثيرها على النفس أعظم وفائدتها أكثر ، ويقول المحرم عندما يري البيت الحرام دعاء يدل على أن من أهداف الإسلام في الحج غرس حب السلام في النفوس وإستئصال روح الكراهية والبغضاء منها وتوجيه الناس إلى أن يعيشو إخوة متحابين.







ويؤكد هذا المعنى ماجاء في القرأن الكريم (الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج وما تفعلوا من خير يعلمه الله.

ويأتي بعد ذلك طواف القدوم (طواف حول الكعبة) ، حيث يطوف الحاج سبعة أشواط حول الكعبة هو بمثابة تحية للكعبة التي هي أول بيت لعبادة الله وحده .

 والركن الثالث من أركان الحج هو السعي بين الصفا والمروة ، والسعي هو السير بسرعة بنشاط على المشي ( الهرولة) وهو يعمل على بث النشاط activity والحيوية جسم الحاج ، وهو أشبه بالتمارين الرياضية المعتدلة.

الرياضة من خلال التشريعات الإسلامية الخاصة بالصحة العامة:

وضع الإسلام تشريعات خاصة لوقاية الجسم من العلل وحفظه من الأمراض ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لم يجعل الله شفاء أمتى فيها حرام عليه) ومن هذه التشريعات مايلي:

• تحريم مايفسد أجهزة الجسم الحيوية ويؤثر في القوة العقلية النفسية مثل: تحريم شرب الخمر ، وتحتاج لضرورة البالغ على الصحة وهذا مايتفق مع التعليمات الرياضية التي تحرم تعاطي الرياضي للخمور والمنشطات.

• الإعتدال في الأكل والشرب للوقاية من أمراض الجهاز الهضمي والتخمة ، وهذا الأمر يتضح من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم (نحن قوم لانأكل حتى نجوع وإذا أكلنا لانشبع) وقول مأثورهو البطنة رأس الداء والحمية رأس الدواء .

• التشريعات الخاصة بالنظافة ، فالوضوء خمس مرات يوميا يساعد على نظافة اليدين والوجه والرجلين.

الأنشطة الرياضية التي شجع النبي عليها

لما كان الإسلام هو دين القوة والنشاط والحركة ، أمن رسول الله عليه وسلم بأن تمارس الأنشطة اليومية هي خير وسيلة للمحافظ على صحة الجسم وقوته ووقايته من القلق والأمراض والضعف .

 كما هو أمن الرسول الكريم بأن للبدن حقوقا يجب الوفاء بها حتى يستطيع المسلم القيام بواجباته الدينية والدنيوية بقوله صلى الله عليه وسلم: (إن لبدنك عليك حقا) ، والدارس للأحاديث النبوية الشريفة يستنتج أن النبي صلى الله عليه وسلم مارس أنواع مختلفة من الرياضات.

السباق 

كان الرسول صلى الله عليه وسلم يهتم بالسباق إما على الخيل أو الإبل وإما الأرجل ونستند على ذلك من الوقائع التالية:قال أنس بن مالك رضي الله عنه: كانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم ناقة تسمى العضباء لاتسبق ، فجاء أعرابي على قعود فسبقها ، فشق على المسلمين فلما رأى ما في وجوهم ، قالو: يارسول سبقت العضباء قال: (إن حقا على الله أن لايرفع من الدنيا شئ إلا وضعه) .

كان عليه الصلاة والسلام يسابق عائشة ويتضح ذلك من قولها رضي الله عنها: سابقني النبي صلى الله عليه وسلم فسبقته.قال عبد الله بن عمر رضى الله عنهما: سبق رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الخيل المضمرة من الحمياء إلى الوداع.

الفروسية 

في الإسلام أربعة أنواع أحدهما ركوب الخيل والكر والفر ، والثاني بالقوس والثالث المطاعنة بالرماح والرابع المداورة بالسيف ، هو إستكمالها فقد إستكمل الفروسية ، ولم تجتمع هذه الأربعة كلها إلا للفوارس في الإسلام ، وفي طليعتهم الصحابة رضى الله عنهم ، فكان النبي صلى الله عليه وسلم أمهر الفرسان وأشجع الشجعان ثم الخليفة أبو بكر الصديق .









وهناك فرسان أخرون في عهد الإسلام مثل خالد بن الوليد ، حمزة بن عبدالمطلب ، طارق بن زياد ، كل هؤلاء وهم ضربو أروع النماذج في فنون الشجاعة مايعجز اللسان عن وصفه والقلم بيانه ، وأصدر النبي صلى الله عليه وسلم تعليمات بشأن التسابق بين الخيول والتى منشأنها أن تقضي على المقامرة في الجاهلية بينها مايلي:

1. لايجوز أن يجرى السباق إلا بين الخيول التي من طبقة واحدة فيما يتعلق بالسن ودرجة الدم والتدريب إلى غير ذلك من المميزات .
2. لا يجوز التبارى بين إثنين إلا إذا لم يكن هناك رهان بينهما ، أو إذا كان كان الرهان مقدما من أي شخص من المتبارين.
3. إذا وضع كل من المتبارين رهانا ، فلا يجوز لهما التسابق إلا بوجود محلل (حكم) وهذه التلعليمات وغيرها قضت على المعارك الدامية والمشاحنات بين العرب لأنها إلى ذلك ، جعلت للفروسية شأنا في إكتساب الشجاعة واللياقة البدنية والثقة بالنفس.

الرمي

هي ضروب الرياضة عند العرب في صدر الإسلام ، وأركان الرمي أربعة: السرعة وشدة الرمي والإصابة والإحراز ، فالرامي الماهر من كملت فيه الأربعة كل منهم حتمية للأخرى ويحتاج الرمي إلى أربعة: القوس والوتر والسهم والرامي.

 والإسلام حث على الرمي في أكثر من موضع ومن حديث عقبه بن عامر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن الله ليدخل بالسهم الواحد ثلاثة نفر الجنة) صانعه المحتسب في عمله الخير ، والرامي به ، والمدارس به ، فارمو وإركبو وإن ترامو أحب إلى من أن تركبو.

 يقول النبي الكريم صلى الله عليه وسلم: (إرمو وإركبو ، وإن ترامو أحب إلى من تركبو ، وكل مايلهو به المرء المسلم باطل ، إلا رمية بقوسه وتأديبه فرسه ، وملاعبته إمر اته ، فإنهن من الحق) ، وممايدل على الرمي بقصد الإعداد للجهاد في سبيل الله أن النبي صل الله عليه وسلم قرأيوما على المنبر قوله تعالى:(وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ) ثم قال: (ألا إن القُوَّةَ الرَّميُ) .

 وتعبيره صلى الله عليه وسلم عن الرمي بالقوة ، يقصد الرماية من ألعاب القوى ، التي لايعرف من الأشخاص أهميتها بالنسبة للإنسان في كل زمان وإن الإسلام قد عنى بها العناية اللائقة.

المصارعة

تعد المصارعة من العاب القوى المشهورة ، عرفت قديما ومشت مع الإنسان في تاريخه الطويل ، حتى وأصبح لها سلوك وقواعد وقوانين ، فلم تختلف المصارعة اليوم عما كانت عليه قديما من حيث أن بعض الأشخاص إتخذوها حرفة وبعضهم تعلمها وسيلة من وسائل الدفاع عن النفس .

 وأن الإسلام أولاها عنايته مايشجع على تعلمها وإتقانها وكان الرسول صلى الله عليه وسلم هو المشجع الأول عليها فصارع بنفسه ورأه الصحابه فكان قدوتهم في ذلك.

السباحة

السباحة رياضة بدنية عرفها الناس منذ أقدم العصور وخاصة منهم الذين عاشوا قرب شواطئ البحار والأنهار والبحيرات ، وبالرغم من أن البيئة التي نزل فيها الإسلام ونشأ فيها الرسول صلى الله عليه وسلم لم تكن قريبة من النهر ولا البحار فقد أتقن السباحة كثيرا من الصحابة رضوان الله عليهم كسعد بن عبادة وعبد الله بن الزبير .

 حين إنتشرو في الأرض يحملونها دعوة الله إذا دعت الحاجة أنها فتعلموها وعلموها وحضو على تعليمها إقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم الذي كان هو نفسه يجيد السباحة.

وكان الصحابة يبدأون السباحة بحمل قربة منفوخة يحملها أحدهما على ظهره ليقطع الماء سابحا إذا لم تتيسر له وسيلة لركوب الماء كما صنعو للزبير بن العوام رضى الله عنه حين كانو بالحبشة لقطع النيل فيرى ماذا يكون من أمر النجاشي مع عدوه .

 فعن إبن رافع قال :( 'قلت يا رسول الله للولد علينا حق كحقنا عليهم؟) قال :( نعم حق الولد على الوالد أن يعلمه الكتابة والسباحة والرمي وأن يورثه طيبا.

الصيد

الصيد من الرياضات التي عرفها الإنسان منذ فجر الحياة على الأرض وإتخذ له الأدوات والوسائل التي إبتكرها الإنسان لحاجته وضروراته وللصيد فوائد كثيرة من أهمها: تعلم الرماية التي أمر بها الإسلام وخفة الحركة وجاءات أحاديث صحيحة كثيرة غير الأيات القرأنية .

قال تعالى: (يَا ​​أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَيَبْلُوَنَّكُمُ اللَّهُ بِشَيْءٍ مِنَ الصَّيْدِ تَنَالُهُ أَيْدِيكُمْ وَرِمَاحُكُمْ)