staps.pro| المهارات العقلية في المجال الرياضي
تمهيد
من الثابت أن حالة العقل تابعة لحالة الجسم ، فالجسم السليم
في العقل السليم ، كما يعمل الجسم يعمل العقل ، حيث يعتبر التكامل بين العقل والجسم
أمر ضروري للتفوق والنجاح في بعض المجالات المختلفة في المجال الرياضي .
فلا تكفي القدرات
البدنية والحركية للفرد ليحقق النجاح ، كما يحتاج أيضا إلى المهارات العقلية ، وإرتباطهم
ببعض يساهم بدرجة كبيرة في تحقيق الأهداف المرجوة .
وقد يستخدم الأبحاث المختلفة أن قدرات العقل الكامنة أكبر
بكثير ممايمكن تخيله ، وحتى المقولة السابقة التي تفيد بأننا نستخدم (1٪) ، فقط من
دماغنا قد تكون خاطئة حيث أتضح أننا نستخدم أقل من هذه الحالة أي مزالت لدينا قدرات
عقلية لا تزال تنتظر أن تنمى وتستطور .
ماهي المهارات العقلية؟
تتعدد المهارات العقلية لتشكيل مهارة تركيز
الإنتباه ، مهارة التصور العقلي ، مهارة الإسترخاء وغيرها من المهارات التي تساهم بشكل
كبير في تفوق الفرد ، فكلما أتقن الفرد التدريب على هذه المهارات ، كلما تجنب بعض العوائق
مثل الإحباط ، الثقة بالنفس ، تشتت الإنتباه ...
مفهوم المهارة العقلية
ولاشك أن مفهوم المهارة العقلية حديث الظهور فقد فقد في ميدان
علوم النفس التطبيقي في نهاية القرن التاسع عشر متصلا بالدراسات التجريبية ، وفي القرن
العشرين ظهر في فرنسا مرتبطا بقياس الذكاء في أبحاث (الفرد بنيه) ثم تطور على يد العالم
الإنجليزي (تشارلز سبيرمان).
الذي رفض مصطلح الذكاء لأنه يحمل الكثير من المعاني وأنه
بإستبداله بمصطلح (العامل العام) الذي يعبر عن الطاقة العقلية العامة التي تهيمن على
جميع النشاطات العقلية الأخرى ، وإذا نظرت إلى مصطلح المهارة العقلية لوجدته من المصطلحات
المهمة.
فالمهارات العقلية
تتأثر بمستوى الذكاء لدى الفرد ، وتتأثر ببعض المتغيرات مثل: السن الذي لديه دورا في
إختلاف القدرات من الكبير إلى الصغير .
وهذا ما ذكر في الدراسات البحثية للعلماء ،
كذلك النوع ، فإن الذكور تختلف وتقوى بعض القدرات عندهم أكثر من الإناث ، كذلك المستوى
الإقتصادى والسياسي فهذه العوامل تلعب دورا
كبيرا وكذلك إلى عوامل أخرى.
وفي المجال الرياضي نجد أن المشكلة الكبرى التي تواجه رياضي
اليوم ، هي حاجته إلى إعداد عقلي جيد حيث لاتكفي الموهبة ، ولا قدرته الفنية ولا
لياقته البدنية لكي يتفوق رياضيا ، إنه في حاجة إلى القوة العقلية والإيمان بالذات
وبالقدرة على التركيز في لحظات الشدة والحرج.
مفهوم المهارة العقلية في المجال الرياضي
ويرى (مصطفى حسين
باهي وسمير عبدالقادر) بأن "المهارة العقلية ذات الأهمية في أداء المهارات الرياضية
التي تمكن من الوصول إلى حالة عقلية تمنع دخول الأفكار السلبية والمشتته إلى نشاط رياضي،المهارات
المهنية من بين أهم العوامل والمحددات في عملية تعلم وتدريب المهارات الحركية .
فقد
إهتم بها العامل في المجال الرياضي في محاولة الوصول إلى العلاقة بين هذه القدرات ومستوى
الأداء المهاري في الأنشطة الرياضية المختلفة ، وهي مهارة تركيز الإنتباه ، مهارة التصور
العقلي ، مهارة الإسترخاء من العمليات العقلية واللازمة للتفوق في العديد من الأنشطة
الرياضية وفي مايلي المهارات العقلية في المجال الرياضي.
المهارات العقلية (تركيز الإنتباه- التصور العقلي- الإسترخاء)
مفهوم تركيز الإنتباه
يعد الإنتباه من
الموضوعات التي يهتم بها علم النفس التربوي ، لأنه من العوامل المؤثرة في التعلم والإنتباه
هو تركيز الشعور في الشي وهو يسبق عملية الإدراك فكأن الإنتباه يرتاد الأشياء والإدراك
يكتشفها .
ويعرفها والإنسان لا ينتبه إلي كل الأشياء التي يواجهها في حياته واختيار منها
ما يهمه معرفته وما يشبع حاجاته وتتوقف عملية الإختيار هذه على إستعداد الفرد وتهيئته
لملاحظة شئ دون أخر فالمعلم يقول لطلابه إنتبهو إنما يطلب إليهم أن يستعدو لإدراك وفهم
مايقول أو يفعل.
إن عملية الإنتباه عملية عقلية مهمة كونها أحد المتطلبات
الرئيسية للعديد من العمليات العقلية الأخرى مثل: الإدراك ، التذكر ، التعلم ، فبدون
هذه العملية قد لا تكون إدراك الفرد لما يدور حوله واضحا وجليا وربما تواجه صعوبة في عملية التذكر مما ينتج عنه
الوقوع في العديد من الأخطاء سواء على صعيد التفكير أو أداء السلوك وتنفيذه.
حيث أن الفرد لايستطيع
الفرد أن يدرك أي منبه في البئية المحيطة به إلا بعد أن ينتبه إليه ولايته الإنتباه
يسبق الإدراك عملية إنتقائية تحدد في بؤرة الشعور ، أما الإدراك فيرتكز حول ماينتبه
إليه الفرد يعني يؤدى إلى وعي وشعور زائدين بالمثير.
وعملية الإنتباه هي عملية وظيفية
تقوم بتوجيه شعور الفرد تجاه موقف سلوكي جديد ، أو إلى بعض أجزاء من هذا المجال الإدراكي
إذا كان الموقف مألوفا بالنسبة له.
فهو يشير إلى عملية
توجيه وتركيز على المعلومات التي يتم إستقبالها وتمثل لك المعلومات التي تأتي من خلال
الحواس التي يتعذر معالجتها جمعها في نفس الوقت بسبب محدودية الإنتباه.
وجاء تعريف إنتباه ( انتباه) في معجم الطب النفسي والعقلي:
بأنه ذلك النشاط الإنتقائي الذي يميز الحياة العقلية بحيث يتم حصر الذهن في عنصر واحد
من عناصر الخبرة ، فيزداد هذا العنصر وضوحا عما عداه .
وهوتكيف حسي تنجم عنه حالة قصوى
من التنبه أو حدوث تكيف في الجهاز العصبي لدى الكائن الحي فيصبح من السهل عليه أن يستجيب
لمنبه خاص أو لوضعية معينة.
أو هو تركيز الوعي تجاه مثير معين وهو عملية إنتقاء إيجابي
لمثير أو أكثر من بين المثيرات الداخلية والخارجية تتزاحم على مداخل الإدراك للإنسان
وبإمكان الشخص التركيز على أكثر من مثير في نفس الوقت.
كما يعتبر التركيز خطوة تالية للإنتباه قد لاتنفصل عنها ،
إذًا أن الإنتباه يعنى إختيار الفرد لمتغير واحد وعزل المتغيرات الأخرى التي تواجهها
في نفس الوقت ، يفسر مفهوم التركيز بشكل دقيق ويمكن أن تدمج هاتان العمليتان (الإنتباه والتركيز) لينتج عنه مفهوم جديد يسمى تركيز الإنتباه.
فالوقت الذي كان الإنتباه عاما فإن التركيز هو الحالة الخاصة بل تمثل جوهر الإنتباه والتركيز دوما تراه كبيرا في المجال الرياضي حيث يساعد على رد فعل جيد وسريع وكذلك إستجابة حركية دقيقة .
كما أن التركيز والإنتباه كمصطلحين منفصلين ذو أهمية كبيرة في بعض الفعاليات الرياضية
فهناك بعض الفعاليات التي تتطلب مطاولة في تركيز الإنتباه مثل: الملاكمة والتي تتطلب
من الملاكم الذي يتطلب إنتباهه على حركات خصمه لمدة طويلة لأن إغفال في ذلك سيؤدى إلي
الهزيمة وأنت في معظم الفعاليات الرياضية الأخرى.
مفهوم التصور العقلي
يمثل وسيلة عقلية
يمكن من تكوين تكوينات للخبرات السابقة أو تصورات جديدة لم تحدث من قبل بغرض الإعداد
العقلي للأداء ويطلق على هذا النوع من التصورات الخريطة العقلية .
كما أنك كانت هذه
الخريطة واضحة في عقل اللاعب ممكن المختبر إرسال إشارات واضحة لأجزاء الجسم لتحديد
ما هو مطلوب منه فالتصور هو عملية تفكير ناجحة ، وهو عبارة عن إنعكاس الأشياء والمظاهر
التي سبق للفرد إدراكها .
ويبدأ بالأجزاء ثم الكليات والأساس الفيزيولوجي للتصميم هو
تلك العمليات التي تحدث لأجزاء أعضاء الحواس الموجودة في المختبر ، أما أعضاء الحواس
نفسها فلا تؤدى وظيفة في عملية التصور.
كما يعتبر مهارة نفسية أو مهارة عقلية يمكن تعلمها و إكتسابها
وهو أداء عقلي يمكن من خلاله .
كما أشارت هاريس (Harris) وآخرون
(1987) إلى أن التصور العقلي يتضمن إستدعاء أو إستحضار أو إسترجاع الذاكرة للأشياء
أو المظاهر أو الأحداث المختزنة من واقع الخبرة الماضية كما يمكن أن يتناولها بالتعديل
و التغيـير و إنتاج صـور و أفكـار جديدة.
تصور شي أوحدث في صورة أو رمز ، يبدو كأنه محسوس سواء كان
وجوده أو غير موجود في الحقيقة.
لذلك فالتصور لا يكون إسترجاعيا ، بل قد يكون توقعيا أي تصور
أشياء أو مظاهر أو أحداث مستقبلسة ، أو قد يكون مبتكرا أو مبدعا ، يبتكر ويبدع أفكار
وصورا جديدة لها معنى ويمكن أن تحقق وتصبح واقعية.
ويمكن أن نلخص مفهوم التصور العقلي من خلال تعريفات بعض علماء النفس الرياضي:
- عرف ندفير (Neddeffer) التصور العقلي
بأنه يعيد تكوين أو إسترجاع الخبرة في العقل.
- أما روبرت (Robert) فيرى أنه خبرة
مماثلة للخبرة الحسية التي تحدث في غياب المثير الخارجي.
- فيما عرف دورثي(دورثي) التصور العقلي بأنه إسترجاع الذاكرة لا أجزاء من المعلومات المختزنة من جميع الخبرات وإعادة تشكيلها بطريقة ذات معنى.
- أما ريتشارد سون (Rechard son) فيرى أنه جميع
أنواع الخبرات شبه الحسية والادراكية في العقل الواعي،مع غياب المثيرات الشرطية التي
تستدعي ظهور نظائرها الحسية والادراكية الحقيقية.
مفهوم الإسترخاء
يقوم الإسترخاء على مسلمة مفادها أن الإسترخاء يعمل كإستجابة
مضادة للقلق ، فالشخص لايمكن أن يكون مسترخي وقلقا في نفس الوقت ، بمعنى أن إستجابة
الإسترخاء تعمل على منع ظهور إستجابة القلق والضغط ومن ثم فإن تدريب الفرد على الإسترخاء
يخفض من الشعور المحتمل ومنأحداث الإستثارة الفسيولوجية الناتجة عن الضغط .
يقلل من
درجة التوتر العضلي ويقلل من سرعة نبضات القلب ومعدل سرعة التنفس وضغط الدم ، فعند
الإسترخاء يندفع الدم بسهولة ويقل الضغط على الأوعية الدموية ، ويقل النبض كما يتم
الإحتفاظ بالطاقة ويقل الإجهاد والإرهاق.
وهذا الإسترخاء القاسم المشترك في جميع برامج العمليات العقلية
والمدخل الأساسى والمباشر في الفاعلية والنجاح لأي بعد من التدريب العقلي ومدى إتقان
هذه المهارة في مستوى وصول إلى إتقان جميع مستويات القدرات العقلية لما لها من تأثير
مباشر عليها.
- يعرف ناش ( 1985) الإسترخاء بأنه قدرة الفرد على خفض التوتر والتحكم في الإنفعالات.
- ويعرفه محمد العربي (2001) على أنه أحد المهارات العقلية التي تساعد على التحكم في الضغوط وتوجيه الإستثارة الإنجاز خلال التدريب أو المنافسات الرياضية.
- ويشير محمد علاوي (2001) إلى أنه فك أسر أو إطلاق سراح أي إنقباض أو توتر في العضلات وعدم وجود نشاط عضلي تماما.
- ويضيف أسامة كامل راتب (2004) بأن الإسترخاء هو إنسحاب اللاعب متعمدا وبصفة مؤقتة من النشاط الرياضي بما يسمح له بإعادة الإستفادة من الطاقات الكامنة سواء البدنية أو العقلية أو الانفعالية.
- كماعرفه الخولى (1976) في الموسوعة المختصرة لعلم النفس: الراحة الجسمية والذهنية وإرخاء وزوال توترها مع تمديد الجسم أو إستلقائه وهو إنبساط العضلات ونقص توترها أو زواله وهو عكس الإنقباض وفي الأحوال العادية لايكون الإسترخاء كاملا إذ تحت العضلات الهيكلية في أثناء إنبساطها بدرجة بسيطة من التوتر.
- وعرفه بتروفسكي أنه حالة هدوء إنها في الفرد عقب إزالة التوتر بعد تجربة إن الفعالية شديدة أو جهد جسمي شاق. كما يشير لوسكانف وفاموس (Lescanff- famose) إلى أن الإسترخاء وسيلة لتفعيل ، وتنظيم مستوى فعال وأمثل للأداء.
- ويرى (Durand de bousingen) الإسترخاء هو وسيلة تقنية بحث عن الراحة لزيادة فاعلية ممكنة وفي نفس الوقت إقتصاد في القوة العصبية التي تشارك في النشاط العام للفرد.