|staps.proالمهارات العقلية وعلاقتها بالنشاط البدني الرياضي
أولا/ تعريف المهارات العقلية
لاشك أن مفهوم المهارات العقلية حديث الظهور نسبيا فقد نشأ
في ميدان علوم النفس التطبيقي في نهاية القرن التاسع عشر متصلا بالدراسات
التجريبية ،وفي القرن العشرين ظهر في فرنسا مرتبطا بقياس الذكاء في أبحاث (الفرد
بنيه).
ثم تطور على يد العالم الإنجليزي (تشارلز سبيرمان)الذي رفض مصطلح الذكاء لأنه
يحمل الكثير من المعاني وقام بإستبداله بمصطلح (العامل العام) الذي يعبر عن الطاقة
العقلية العامة التي تهيمن على جميع النشاطات العقلية الأخرى ،وإذا نظرت إلى مصطلح
المهارة العقلية لوجدته من المصطلحات المهمة .
المهارات
العقلية للاطفال تتأثر بمستوى الذكاء، وتتأثر ببعض المتغيرات مثل: السن والذي له
دورا في إختلاف القدرات من الكبير إلى الصغير ،وهذا ما ذكر في الدراسات البحثية
للعلماء ،كذلك النوع ،فإن الذكور تختلف وتقوى بعض القدرات عندهم أكثر من الإناث
،كذلك المستوى الإقتصادى والسياسي فهذه
العوامل تلعب دورا كبيرا بإضافة إلى عوامل أخرى.
ثانيا/المهارات العقلية في المجال الرياضي
وفي المجال الرياضي نجد أن المشكلة الكبرى التي تواجه
رياضي اليوم ،هي حاجته إلى إعداد عقلي جيد حيث لاتكفي الموهبة وحدها ولا قدرته
الفنية، ولا لياقته البدنية لكي يتفوق رياضيا ،إنه في حاجة إلى القوة العقلية
والإيمان بالذات وبالقدرة على التركيز في لحظات الشدة والحرج .
ويرى(مصطفى حسين باهي وسمير عبدالقادر)بأن "المهارة
العقلية ذات أهمية في أداء المهارات الرياضية فهي التي تمكن الرياضي من الوصول إلى حالة عقلية
تمنع دخول الأفكار السلبية والمشتته إلى نشاط الرياضي.
وتعد المهارات العقلية من بين أهم العوامل والمحددات في
عملية تعلم وتدريب المهارات الحركية ، فقد إهتم بها العاملون في المجال الرياضي في
محاولة للتعرف على العلاقة بين هذه القدرات ومستوى الأداء المهاري في الأنشطة
الرياضية المختلفة .
وتعتبر مهارة تركيز الإنتباه،مهارة التصور العقلي ،مهارة الإسترخاء من العمليات العقلية واللازمة للتفوق في العديد من الأنشطة الرياضية .
ثالثا/علاقة النشاط البدني الرياضي بالمهارات العقلية
النشاط البدني الرياضي ليس بالأمر الجديد
المستحدث وانما هو قديم وأساسي إلا أن النظر إليه قد إقتصر على الناحية البدنية
وحدها بسبب إرتباط أنشطته وألعابه بالجانب الجسمى الى حد كبير والبعض يعتقد أن النشاط
البدني الرياضي هو مختلف الألعاب وأنواع الرياضات .
وأخرون يفكرون أنها عضلات وعرق
أو عملية تدريب تأتي عن طريق الممارسة ، وذكرت كذلك على أنها مجموعة من الخبرات
التى تمكن الفرد من فهم الخبرات الجديدة بطريقة أفضل ومن هذا دخلت نطاق مفهومها
الطبيعي الحديث لطبيعة الكائن البشري .
ذلك المفهوم الذي يبرز وحدة الفرد الذي جعل التربية الرياضية تعنى التربية عن طريق النشاط الجسمي وترتب على ذلك من الناحية التطبيقية ضرورة إهتمام التربية الرياضية بالإستجابات الإنفعالية والعلاقات الشخصية والسلوك الاجتماعي والتحصيل العقلي .
وغير ذلك من النواحي الذهنية والإجتماعية
والوجدانية والجمالية أما الاهتمام بالناحية الجسمية والمهارة الحركية وقدراتها
بأنها أمور لها من الأهمية مالاينبغي إهمالها إلا أنها ليست كافية لتربية الفرد .
لأن التربية الرياضية شملت إعداده من جميع الوجوه من مهارات وعادات ومعارف
ومعلومات ومعاني وسلوك إجتماعي مميز وذلك كله من خلال الأنشطة والألعاب الرياضية
التي يمارسها الفرد سواء كان ذلك في النادي أو المدرسة ودخلت في دور المربي الكامل
لبناء الإنسان وتطوره وتكيفه مع المجتمع بصورة فعالة وأفضل طوال حياته.
إن ممارسة التمارين الرياضية بإنتظام وفي الهواء الطلق
كل يوم لبضع دقائق أمر لابد منه مهما كانت السن ، ويمكن للمرء أن يجعل هذه
التمارين صباحا أو مساء ، فعن ذلك يكفي ليجعل الجسم مليئا بالنشاط والحيوية
والقدرة على العمل والحركة بسهولة .
ويجعل
العقل صافيا قادرا على الإستعاب والفهم والتفكير ، ذلك أن نشاط العقل وسلامته
وقدرته على العمل يتحقق كلما كان الجسم نشيطا معافى ولذلك قيل ( العقل السليم في
الجسم السليم) والعكس صحيح ،وهو أن العقل المريض في الجسم المريض.
إن الثابت أن عدم القيام بالنشاط البدني يؤدي بالقوى
العقلية إلى الركود ويسرع بالشيخوخة إلى الجسم ومايشتمل عليه الجهاز العصبي كله ،
فالتقدم في السن ليس هو السبب الحقيقي في تدهور الذاكرة والعقل وإنما يعود ذلك إلى
الخمول الجسمي بالدرجة الأولى .
فمن مارس من الحركات الرياضية ما يستطيع يوميا
وبإنتظام فإنه سيضل يفكر ويعمل كما لو كان شابا وسيكون ما يمارس منها وقاية له من
عديد من الأمراض المتلفة للحياة، كتصلب الشرايين والسكرى وأمراض القلب وغيرها من
الأفات.
وليس هذا فحسب ،
فإن ممارسة الرياضة يوميا كالمشي أو الركض أو السباحة أو ركوب الدراجة وغيرها لا
تقتصر فوائدها على الجسم وقوى العقل من ذاكرة
وتفكير وذكاء وإبداع، وإنما تتجاوز ذلك فتكون العلاج النفسي للقلق
والإكتئاب والإحباط والشعور بالذنب ...وغيرها من الأمراض النفسية والعقلية .
كما يعمل العقل
يعمل الجسم ،فإثنان سواء في خضم الحياة والأمر يتعلق بك وبقدراتك على
الإبقاء عليهما يعملان معا في كل واحد وهذا هو التحدي الذي يواجهك طوال الوقت
،التحدي الذي تقوم به وهو حول التفكير
بشكل أفضل.
ولم يكن مجرد أحجيات لبناء الدماغ وأعمال بارعة لتقوية الذاكرة، فأفضل
التفكير يبدأ تحت الرقبة لأن التفكير الجيد ينجم عن جسم صحيح جيد التغذية منتظم
التمارين البدنية مرتاح، وهو الجسم الذي يزود دماغك بالغذاء والدماء المؤكسجة
وبالحيوية التي تتولد عن الأنشطة البدنية المختلفة.